همسة الأفعى – الجزء الأول

 الكنز اللي في المغارة




في قرية نائية بين الجبال، كان فيه راجل اسمه راغب، عايش على باب الله. راجل في الخمسينات، دقنه خفيفة، وعينيه دايمًا فيها لمعة مش مفهومة... لمعة طمع.


راغب ماكنش فقير قوي، لكن الطمع بيخلي الواحد يحس دايمًا إنه ناقص. كان شغال نجار بسيط، ومعاه ولد صغير اسمه ياسين، عمره 10 سنين. مراته ماتت من زمان، وسابته لوحده يربي الواد، بس الحقيقة… هو عمره ما كان أب بجد.


في يوم، وهو بيقلب في سوق الخردة، لقى واحد عجوز بيبيع كتب ومخطوطات قديمة. شد انتباهه ورقة لونها مصفر، مكتوب فيها بخط غريب، كأنها سحر أو حاجة من كتب القدماء. قاله العجوز:
– "دي مش لأي حد… اللي يقرأها لازم يكون قلبه صافي… ولا هتكون نهايته سودة."
راغب ضحك، وقال:
– "صافي؟! أنا قلبي زي المية، هاتها بكام؟"
العجوز سابه ياخدها ببلاش، وقال له:
– "بس فاكر… إياك تلمس الذهب… قبل ما تسمع همسة الأفعى."


راغب رجع بيته، قفل على نفسه، وقعد يقرأ. المخطوطة كانت بتتكلم عن كنز مدفون في مغارة اسمها مغارة النسيان، وبتقول إن الكنز ده حرّام على كل طمّاع، ومش هيوصل له إلا اللي يسمع "همسة الأفعى"، واللي ما يسمعهاش… يُصب بلعنة لا تزول.
راغب ما اهتمش. كل اللي شافه في الورقة كان: ذهب، مغارة، سر.
بعد كام يوم، حضّر شنطته، وقال لياسين:
– "أنا مسافر كام يوم، خليك عند جارتنا أم رضا، اسمع كلامها."
الواد سأله بخوف:
– "رايح فين يا بابا؟"
– "عندي شغل بعيد."
– "بس أنا حلمت إنك وقعت في حفرة وفضلت تصرخ… ووشّك بقى غريب…"
راغب اتوتر، لكن حاول يضحك:
– "ده الشيطان بيلعب في دماغك… خلّيك راجل."
خرج من القرية وسافر للمكان اللي اتكلمت عنه المخطوطة. مشي في طرق جبلية ضيّقة، وواجه برد وريح وصخور بتتزحلق تحته، لكنه أخيرًا وصل للمغارة...


المغارة كانت ضخمة، مدخلها شبه فم وحش مفتوح. جواها ريحة تراب وبخار، وكأنها بتتنفس!
دخل، وكل خطوة كانت بتخوف أكتر من اللي قبلها. وفي الآخر... لمحت عينه لمعان الذهب.
كأن المغارة نفسها بتغريه.
نسي التحذير، ونسي الهمسة، ونسي كل حاجة...
مد إيده...


وفجأة...
همسة غريبة جدًا ملأت أذنه.
مش صوت بني آدم... ولا حتى حيوان...
كانت همسة… تشبه فحيح أفعى ضخمة… وكأنها بتقول:
– "جيت بدري يا راغب..."
عيونه اتسعت... إيده اتجمدت...
وبدأت الأرض تهتز تحته!
يتبع..

للجزء الثاني أضغط هنا

Abdarhman Samy
بواسطة : Abdarhman Samy
انا عبد الرحمن سامى كاتب مصرى شغوف بالتكنولوجيا والهواتف الذكيه وهدفى ان ارتقى بالمحتوى العربى عن طريق هذا الموقع ان شاء الله
تعليقات